03‏/01‏/2010

تحلم

وقفت وانتظرت طويلا لحين اتى الأتوبيس المراد وعندما توقف امامها ورأت اللافتة وعرفت أنه يذهب إلى منطقتها ركبت ،وقفت جانبا لتدفع الأجرة للسائق وانتظرت قليلا السائق لكى يعطيها التذكرة واثناء الانتظار رمقت الاتوبيس باحثة عن مجلس لها ووجدت كرسى مزدوج ووجدت بجانب الشباك فارغ فتسارعت خطواتها ذاهبة إليه قبل ان يجلس فيه أحد وعندما جلست فتحت حقيبتها وأخذت منها الموبايل وثبتت الهاند فرى فى اذنها جيدا وأدارات الأغانى التى تحب أن تسمعها سارحه مع صوت شيرين تارة ومع عمرو دياب تارة ومع وائل جسار تارة واخيرا _ولطول المسافهة_مع الساحرة أم كلثوم وهى تشجى بقولها،،،، و فى أثناء إنشغالها بالسمع توقف الأتوبيس فجأءة ففاقت من عالمها السحرى ناظرة إلى من توقف الأتوبيس له فجاءة فإذا هى ترى زوجين فى بداية حياتهما وهو يحتضنها بقوة ويركب بها الأتوبيس ويفك احتضانه مضطرا لكى يدفع الاجرة ولكنه مع ذلك يمسك يدها بقوة وعندما دفع الأجرة القى بنظرة إلى الاوتوبيس جيدا ولكنه لم يجد كرسيا فارغا فأخذها إلى الناحية الأخرى المقابلة للسائق والتى عادة ما تستوعب فردا واحدا فادخلها وامسك بيدها جيدا وأخذ ينظر إليها طويلا وهى خجولة ونادرا ما تستطيع أن تصمد أمام نظرته ثوانى معدودات ولاحظ هو خجلها فأدنى برأسه يخبرها شئ فى اذنها احمرت وجنتها خجلا منه لاحظ هو خجلها فذهب برأسه بعيدا لكى يبعد عنها هذا الخجل وأخذ ينظر مجددا إلى الكراسى فى الأوتوبيس لعله يجد كرسيا واحدا لكى يجلسها عليه فهو خائفا عليها وعلى وجعها ولا يريدها أن تتألم فلم يجد إلا كرسيا واحدا فقط فذهب بها واجلسها برفق وأخذ ينظر اليها طويلا ويحتضنها بقوة ويتسآل لماذا ازدحم الاتوبيس فجأة هكذا ؟؟؟ فقد كان فارغا من قليل... ولاحظ هو مرور بعض الأفراد نزولا وركوبا إلى الأتوبيس فإقترب منها بشدة واحطاها جيدا فلم يظهر منها شيئا فهو حتى خائف من أن يلمسها أحد _وإن كان ذلك بدون قصد_ وعندما وصلوا إلى المحطة المراد الوصول إليها وتوقف الاتوبيس امسك يدها بيدا والأخرى أحاطها حول جسمها وأخذ ينظر اليها طويلا ثم فاق من ما هو فيه على التزاحم واخذها سريعا ثم نزلوا من الاتوبيس واخذت تتابعهما حتى اختفا عن الانظار وكم تمنت لو تنزل هى الأخرى وتلاحقهما وتعرف ماذا سيحدث بعد ذلك فمثل ما حدث لا تراه كثيرا إلا فى الأفلام ولم تفق إلا على صوت ووكزة بنت بجانبها على كتفها: لو سمحت يا طنط ... الكرسى ده فاضى ؟؟؟؟
عندها أفاقت فقط وكم تمنت ألا يحدث ذلك وقالت لها : اتفضلى يا حبيبتى وازاحت حقيبتها واجلست البنت وادركت انه قد فات من زمن الأغنية ما يقرب من الساعة واندهشت لعدم احساسها بالزمن وبالطريق والذى غالبا ما كانت لا تستطلطفه إلا نادرا
أفاقت وأحست كما لو انها أفاقت من حلم جميل وتتمنى لو يحدث معها ويأتيها من تحبه ويحبها لهذه الدرجة
اشغلت الأغنية من أولها وجلست تحاول أن تراجع ما شاهدته مرة أخرى وفى بداية الإندماج مع الأغنية افاقت مرة اخرى على صوت الكمسرى يقول لها : يا آنسه : المحطه اللى كنتى بتسألى عليها ....
خلعت الهاند فرى واغلقت الموبايل ووضعتهما فى حقيبتها ونزلت وهى شبه غاضبة وعرفت ... ربما ليس مقدرا لها فى هذه الليلة أن تستمع ولو حتى ... بحلم ... مجرد حلم.